وقد عملت هذه الورقة البحثية على دراسته بنحو تفصيلي وفق الرؤية القرآنية، وإثبات أصله، وتحليل عناصره، والموانع التي تقف أمامه، ثم التفريق بينه وبين الإشاعات والكذب والافتراء، من خلال منهج استقرائي تحليلي يقوم على جمع الآيات القرآنية المتعلّقة بالموضوع، وتحليلها وفق السياق اللغوي والتفسيري، للحصول على هيكلية متكاملة لحُرّيَّة التعبير في الإعلام.
وقد خلصت الدراسة إلى نتائج عدّة، أهمّها: أنّ القرآن الكريم أقرّ حُرّيَّة التعبير باعتباره حقًّا إنسانيًّا أصيلًا، لكنّه ضبطها بجملة من القيود الشرعية والخُلُقية. وتبيّن أنّ التصوّر الغربي يقوم ظاهرًا على إقرار الحُرّيَّة الفردية المُطلقة، بينما يوازن المنهج القرآني بين حُرّيَّة الفرد ومسؤوليته في استقرار المجتمع وسكينته، وتؤكّد الدراسة أنّ الرؤية القرآنية لحُرّيَّة التعبير إعلاميًّا ليست إنكارًا للحُرّيَّة، ولا إطلاقًا لها، بل هي منظومة متكاملة تجعل حُرّيَّة الكلمة أداة للبناء، والإصلاح.
التعليقات