الإنسانُ الخليفة بين منظومتين حُقوقيّتين

شارك الموضوع :

لطالما كانت حقوق الإنسان محورًا للنقاش الفلسفيّ، الدينيّ، والقانونيّ؛ حيث اختلفت الرؤى حول أُسس هذه الحقوق، وطبيعتها، وأهدافها. ففي الوقت الذي تنطلق فيه المنظومة الحقوقيّة الغربيّة من منظور وضعيّ، يعتمد على الفرد كمركز للكون، تأتي الرؤية الإسلاميّة لتقدّم مقاربة فريدة، تنظر إلى الإنسان على أنّه خليفةٌ للهِ في الأرض، مسؤول عن إعمارها وفق منهجٍ إلهيٍّ، يُحقّق التوازن بين الحقوق والواجبات.

تدفع هذه الازدواجية في التصوّر إلى التساؤل: كيف تتشكّل حقوق الإنسان وفق الرؤية الغربيّة؟ وكيف يختلف ذلك عن الرؤية الإسلاميّة القائمة على مبدأ الخلافة؟ وما هي الفروق الجوهريّة بين المنظومتين؟

تُبنى الحقوق في الفلسفة الغربية الحديثة على أُسس "عقلانيّة" وتجريبيّة؛ حيث تطوّرت عبر محطات تاريخيّة رئيسة، مثل:

 إعلان الحقوق البريطانيّ (1689).

 إعلان استقلال الولايات المتحدة (1776).

 إعلان حُقوق الإنسان والمواطن الفرنسيّ (1789).

 الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان (1948).

يرى (جان جاك روسو)، على سبيل المثال، أنّ الإنسان يُولد حرًّا، لكنّ المجتمع يقيّده بسلاسل القوانين والتقاليد. ووفقًا لِـ(جُون لوك)، فإنّ الحقوق الطبيعيّة للإنسان تشمل الحق في الحياة، والحريّة، والمُلكيّة، وهي حُقوق سابقة على الدولة، وليست منحةً من السلطة السياسيّة. فيما يؤكّد (إيمانويل كانط) أنّ الأخلاق يجب أن تستند إلى العقل وحده، دون الحاجة إلى أيّ سلطة دينيّة؛ لأنّ "القانون الأخلاقيّ في داخليّ، وليس في نصّ خارجيٍّ".

اضافةتعليق


ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2023, تبيين للدراسات القرأنية