المرجعية القرآنية للمشروع المهدوي

شارك الموضوع :

ملخصات الابحاث

تحميل البحث كاملا

لا يختلفُ المسلمون في الدور التفسيري الرائد الذي قام به النبيّ الأعظم، بوصفه المفسِّر الأوّل للقرآن الكريم، إلى جانب دوره المحوري في مجال تطبيق مفاهيم القرآن، وتبيين نظرته العامّة إلى الكون والحياة، هذا الدور الذي يحتاج إلى دراساتٍ تخصّصيّةٍ موسّعةٍ لمعرفة حُدوده ومدياته.

ولعلّ أبرز ما يُلحظ في هذا الدور التفسيريّ للنبيّ، تمثله في مستويين: المستوى الأوّل هو المستوى العام الذي يُبيّنه للعامّة، بحدُود الحاجة، ومتطلّبات الواقع، وبقدر الاستيعاب ومستوى التلقِّي. وبسببه اعتقد البعض أنّ النبيّلم يُبيّنْ من القرآن إلّا عددًا محدودًا من الآيات، كما في الخبر الذي أخرجه البزّار: "ما كان رسول الله (ص) يُفسِّر شيئاً من القرآن إلا آيًا بِعَدد، علَّمه إيّاهُنَ جبريل"(). وهذا الاعتقاد مخالفٌ لقوله تعالى في بيان وظيفة النبيّ: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[النحل:44]، فقد وضّح القرآن الكريم أنّ تبيينه كان تفسيرًا شاملًا.

   أمّا المستوى الثاني، فهو المستوى التفسيري الخاصّ، الذي يتطلّب وعيًا عميقًا واستيعابًا شاملًا للأغراض القرآنيّة، وحملًا لتراث القرآن الكريم، ولم يكن بين المسلمين من يمتلك هذه الأهلية سوى الإمام علي(ع)، الذي نزل فيه قوله تعالى: وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ[الحاقة:12]، الأمر الذي يُتيح له أنْ يكون مرجعاً أمينًا بعد النبيّ في فهم القرآن، وإفهامه للأمّة، وضماناً لعدم تأثر فهمها بأفكار خاصّةٍ أو منحرفةٍ أو مسبقاتٍ ذهنيّة، أو رواسب جاهليّة. وقد فسّر النبيّ القرآنَ للإمام علي تفسيرًا مُستوعبًا تفصيليًّا يُناسب قابليته، وقام الإمام بدوره بنقله إلى الأئمة من أبنائه، فتوارثوه جيلًا بعد آخر.

تحميل البحث كاملا

انطلق البحث من فرضية أنّ المشروع المهدوي وعدٌ إلهي حتمي التحقُّق، وِفْق المعطيات القرآنية من جهة، والنواميس الإلهية من جهة أخرى، التي لها خصائص لازمة لا تنفكُّ عنها، تحقيقاً لعدل الله تعالى وحكمته وعظمته..

انطلق البحث من فرضية أنّ المشروع المهدوي وعدٌ إلهي حتمي التحقُّق، وِفْق المعطيات القرآنية من جهة، والنواميس الإلهية من جهة أخرى، التي لها خصائص لازمة لا تنفكُّ عنها، تحقيقاً لعدل الله تعالى وحكمته وعظمته..

تحميل البحث كاملا

تستندُ جميع الفرق الإسلامية إلى القرآن الكريم، وبما أنّ المهدوية من العقائد المُشتركة بين المذاهب الإسلامية، فإننا نجد الإشارة إليها في آيات قرآنية متعددة، لأنّ القرآن الكريم فيه تبيان كل شيء.

بالطبع، ينبغي التأمل في الإطار والشكل الذي ذكر فيه هذا التّبيان الإلهي، لأنّ من الجليّ أنّ كثيراً من المعارف الإلهية لم تُذكر في ظاهر الألفاظ والعبارات القرآنية، لذلك ينبغي البحث عنها بطريقة أخرى، فقد بُيّنت ضمن إطار الأهداف المتوخّاة من بعثة الأنبياء وغاية خلق الإنسان، كما أنّ عرض بحث المهدوية ومستقبل العالم في هذا السياق وبهذا التوجه، يُبرز الكثير من الآيات التي اشتملت عليه، ولن نجد تطبيقًا عمليًّا لتلك الفئة من الآيات دون تحقق المهدوية، وهو الأمر الذي تشهد عليه أحاديث وروايات كثيرة، وما كتبه المُفسرون الشّيعة والسُّنة.

في هذه الدراسة، سيتمّ إثبات نظرية المهدوية من خلال الكشف عن أهداف الاستخلاف الإلهي للإنسان في الأرض، وعلاقة المهدوية بمستقبل العالم في القرآن الكريم.

اضافةتعليق


ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2023, تبيين للدراسات القرأنية