إنّ الإعلامَ، في جوهرِه، فعلٌ خُلُقيٌّ يُشكِّلُ الوعيَ ويهندسُ الحسَّ العامَّ، ويقرِّرُ ما إذا كانتِ المجتمعاتُ ستتّجهُ نحوَ الحقِّ والعدلِ والسّكينةِ، أمْ نحوَ الفتنةِ والتّناحرِ والذّعرِ. لهذا يحتلُّ الإعلامُ في التّصوّرِ القرآنيِّ منزلةً تتجاوزُ "الأداةَ" إلى "المسؤوليّةِ"، وتتعالى على "الحيادِ الباردِ" إلى "القولِ السّديدِ" المبنيِّ على الصّدقِ والبيّنةِ والعدلِ. فالكلمةُ في القرآنِ عهدٌ ومسؤوليّةٌ: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق:18]. ومنْ هنا، لا يُفهَمُ الإعلامُ القرآنيُّ بوصفِه مجرّدَ نقلٍ، وإنّما بوصفِه بلاغًا مؤسِّسًا، وتربيةً للذّائقةِ الخُلُقيّةِ، وبناءً لعقلٍ جمعيٍّ يقِظٍ.
التعليقات