الافتتاحيّة: النّفسُ الإنسانيَّةُ في أبْعادِها القُرآنيّة: جَدَليَّةُ الروحِ والجسد- د. محمد محمود مرتضى

مشاركة هذا الموضوع :

يشهد الحقل المعرفي المعاصر توسّعًا لافتًا في دراسات النفس، من علم النفس الإكلينيكي إلى علم النفس المعرفي، وصولًا إلى علوم السلوك والظواهر العصبية.

 وقد أدّى هذا التوسّع، على ضخامته، إلى ظاهرة لافتة تمثّلت في تعدّد المقاربات وافتراقها بدل اجتماعها؛ إذ صار لكلّ مدرسة تصوّرها الخاصّ للنفس ولطرائق علاجها، ما كشف عن غياب الإطار المرجعي الموحّد الذي يمكن أنْ تختبر فيه هذه النظريّات نفسها وتنتظم ضمنه. وهذا يدلّ على أنّ الحقل النفسي رغم تقدّمه الظاهر ما زال يبحث عن مركز يضبط اتجاهاته. لكنّ هذا الاتساع جرى، في أغلبه، داخل أطر فلسفية مخصوصة، تشكّلت تاريخيًّا ضمن مسار الحداثة الغربية؛ حيث جرى تعريف الإنسان بوصفه ذاتًا مغلقة على خبرتها الفردية، وجرى تفكيك العلاقة بين الروح والجسد، وتحديد النفس بخصائص وظيفية، أو بنى لغوية، أو سيرورات عصبية.

التعليقات


قد يعجبك

messages.copyright © 2023, تبيين للدراسات القرأنية