وقد اعتنى الإسلام بتطبيق العدالة الاجتماعيّة، بوصفها قيمة حقيقية في المجتمعات الإنسانية، لا غنى لها عنه في انتظام أمرها. فصلاح المجتمع لا يقوم إلا بالعدل، أي أنْ يُعامل كلّ فرد من أفراد المجتمع بما يستحقّه، في إطار معادلة الحقوق والواجبات، وأن يُوضع في موضعه.
وقد أناط الإسلام بالأنبياء (عليهم السلام)، مهمّة الدعوة إلى العدالة الاجتماعيّة وتطبيقها، تأسيسًا على تعاليم الدين الإلهيّ، وإزالة لكلّ العوائق التي تحول دون إرسائها في المجتمع الإنساني.
وهذا ما عمل على تحقيقه الأنبياء (ع) في مجتمعاتهم، ومنهم نبي الله شعيب(ع)، في قومه مدين، الذين عرّضوا مجتمعهم للهلاك والعذاب، بفعل تفريطهم في إقامة العدالة الاجتماعيّة والاقتصادية، والانحراف عن عقيدة التوحيد، وذلك من خلال مواجهته للطبقة الاقتصاديّة المُحتكرة للثروة والطاغية من قومه، التي رفضت الانصياع للتعاليم الإلهية، وأصرت على الكفر والغش في الكيل والميزان والإفساد في الأرض.
اضافةتعليق