ويكفيك أن تتأمل في النِّتاج العملي للآية القرآنية: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾[المائدة: 66]، ولو زِدْت هذا التأمل ليمتدّ إلى الآية التي تليها: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾[المائدة:68]، فستجد أنّ الموضوع كان من الأهمية بحيث اعتبر تحقيقه من واجبات العاملين بالكتاب، والمؤمنين بما أنزل إليهم من ربهم. وعلى النقيض من ذلك، وجدناه يعتبر الموقف من الالتزام العملي مع مسار الظلم الاجتماعي، بالصورة التي وجدناه، ينفي عن هؤلاء إيمانهم، ويعتبرهم وجوداً عبثًا، حينما يتخلوا عن الالتزام بالعدالة الاجتماعية.
اضافةتعليق